Die Ichspaltung im Abwehrvorgang 1938

انشطار الأنا في عملية الدفاع ١٩٣٨
سيجموند فرويد
ترجمة محمد درويش

أجد نفسي للحظة في ذلك الوضع المثير الذي لا أعرف فيه إذا كان ما أريد إبلاغه يجب اعتباره كشيء واضح ومعروف منذ وقت طويل أم كشيء محير وجديد تمامًا، وإن كنت أميل للاعتقاد مع ذلك في الأمر الأخير.
ذاك أني قد لاحظت أخيرًا أن الأنا الحدث jugendliche Ich للشخص، الذي نتعرف عليه بعد عقود كمريض تحليلي، قد سلك في السابق بغرابة عندما واجه مواقف معينة ذات طبيعة ضاغطة، ويمكن الاستدلال على الظرف الذي ينتج فيه هذا السلوك بشكل عام، أو على الأحرى بشكل غير محدد، بقولنا أنه يقع تحت تأثير صدمة نفسيةpsychischen Traumas . وهنا سأفضل أن أنتقي حالة خاصة محددة بدقة، حتى وإن كانت بالتأكيد لن تغطي كل الأشكال المحتملة للعلية Verursachung المرضية، فلنفترض أن أنا طفل وجد في خدمة مطلب حفزة Triebanspruch شديدة اعتاد أن يشبعها، وفجأة أفزعته خبرة علمته أن استمرار هذا الإشباع سينتج عنه خطر واقعي صعب الاحتمال، لذا وجب عليه الآن أن يقرر: إما أن يأخذ في الاعتبار الخطر الواقعي فينحني أمامه ويتخلى عن إشباع الحافز، أو ينكر verleugnen الواقع ويقنع نفسه بألا سبب للحصر Angst ومن ثم يصير قادراً على الاحتفاظ بالإشباع؛ إنه إذن الصراع بين مطلب الحافز واعتراض Einspruch الواقع. إلا أن طفلنا لا يسلك في الحقيقة فقط هذا المسار أو ذاك بل يسلك كليهما في نفس الوقت، وهو ما يعود إلى نفس الشيء، فهو يستجيب للصراع بردي فعل متقابلين كلاهما صالح وفعال، فيرفض الواقع من ناحية بمساعدة آليات معينة، ومن ثم لا يُترك شيء محظور، ومن ناحية أخرى وفي نفس اللحظة يتعرف على خطر الواقع ويحيل الخوف من هذا الخطر إلى عرض مرضي مؤلم يحاول فيما بعد أن يتحرر منه. ويجب أن نعترف أن هذا حل شديد البراعة لهذه الصعوبة، إذ يستلم كل من طرفي النزاع حصته، فيسمح للحافز بالاحتفاظ بإشباعه ويقدم الاحترام المناسب للواقع. ولكن لأنه فقط الموت الذي بلا مقابل فلابد من ثمن يسدد بطريقة أو بأخرى، إذ لا ينجز هذا النجاح إلا على حساب صدع Einriss في الأنا لا يشفى أبدًا، بل يزداد مع مرور الوقت، فردي الفعل المتقابلين للصراع يبقيان على نواة مركزية لانشطار الأناIchspaltung . إن العملية برمتها تبدو لنا شديدة الغرابة لأننا نتخذ الطبيعة التركيبية لعمليات الأنا كأمر مسلم به، ولكننا على خطأ بين في هذا الأمر، فهذه الوظيفة التركيبية للأنا، ذات الأهمية القصوى، لها شروطها الخاصة، وهي عرضة لسلسلة كبيرة من الاضطرابات.
قد يكون من المفيد هنا تقديم دراسة حالة فردية في هذا العرض التخطيطي. تعرف ولد صغير فيما بين الثالثة والرابعة من العمر على الأعضاء التناسلية الأنثوية من خلال إغواءه على يد بنت أكبر منه سنًا، وبعد انقطاع هذه العلاقات أطال الاستثارة الجنسية المتحصلة بهذه الطريقة من خلال ممارسة حماسية لاستمناء يدوي، ولكن سرعان ما ضبطته ممرضته اليقظة وهُدد بالخصاء الذي نسب تنفيذه كالمعتاد إلى الأب، وهو ما أنتج في أوضاع هذه الحالة تأثيرًا هائلًا من الخوف. لا ينتج التهديد بالخصاء في حد ذاته مثل هذا التأثير الضخم، إذ يرفض الطفل في العادة أن يعتقد في صحته لأنه لا يستطيع أن يتخيل بسهولة احتمالية فقدان مثل هذا الجزء عالي القيمة من جسده، وعند رؤيته للأعضاء التناسلية الأنثوية فمن الممكن أن يقتنع الطفل بمثل هذا الاحتمال، ولكنه ما كان ليستخلص حينذاك مثل هذه النتيجة إذ ينفر من ذلك بشكل عظيم جدًا، فضلًا عن أنه لا يوجد ثمة دافع حاضر يجبره عليه، بل على العكس فمهما كانت مشاعر عدم الراحة التي ربما يحس بها فإن ما يهديء خاطره أن ما كان مفقودًا قد يظهر، فلابد وأن واحدًا –قضيبًا- سينمو لها لاحقًا. وأي من لاحظ بكفاية الأولاد الصغار سيكون قادرًا على تذكر مثل هذه الملاحظة عند رؤية الولد للأعضاء التناسلية لأخت صغيرة. ولكن الموقف يختلف إذا توافر العاملان معًا، فيحيي التهديد ذكرى الإدراك الذي شوهد من قبل كشيء غير ضار، ومن ثم يجد في هذه الذكرى تأكيدًا مفزعًا، وبذا يعتقد الطفل الآن أنه يفهم لماذا لم تُظهر الأعضاء التناسلية للبنت أي أثر لقضيب، ولا يغامر بعد الآن بالشك في أن أعضاءه التناسلية قد تلقى المصير نفسه، ومن هذه اللحظة فصاعدًا لا يستطيع شيئًا حيال الاعتقاد في واقع خطر الخصاء.
النتيجة المعتادة لخوف الخصاء، والتي تعتبر نتيجة سوية، هي أن الولد يذعن، إما مباشرة أو بعد قدر معتبر من النزاع، للتهديد بطاعة كلية أو جزئية على الأقل – وذاك بألا يعود ثانية إلى لمس أعضاءه التناسلية بيده-، أي بعبارة أخرى يتخلى كليًا أو جزئيًا عن إشباع الحفزة. وها هنا نكون مهيئين لنعرف أن مريضنا قد وجد مخرجًا آخر، إذ ابتكر بديلًا للقضيب المفتقد عند الإناث: فيتيش Fetisch ، وهكذا على الرغم من أنه حقيقة قد أنكر الواقع إلا أنه أنقذ قضيبه، وطالما أن ليس عليه التسليم بأن الإناث قد فقدن قضيبهن فقد أصبح التهديد الموجه له بلا مصداقية، ومن ثم لم يعد به حاجة لأن يخشى على قضيبه، وبذا يستطيع أن يستمر في استمناءه بلا إزعاج. يدهشنا هذا السلوك من جانب مريضنا بقوة من حيث هو تنحي عن الواقع وهي عملية نفضل أن نحتفظ بها للأذهنة، ومع أن الأمر لا يختلف كثيرًا هنا، إلا أننا رغم كل شيء سنعلق حكمنا، لأنه بفحص أكثر قربًا سنجد فرقًا ليس غير ذي بال، فالولد الصغير ببساطة لم يناقض إدراكه ويهلوس قضيبًا حيث لا يوجد شيء يرى؛ إنه لم يقم إلا بإزاحة للقيمة Wertverschiebung - لقد نقل دلالة القضيب Penisbedeutung إلى جزء آخر من الجسم، إجراء ساعدته عليه آلية النكوص، بطريقة لا نحتاج أن نشرحها هنا، وبالتأكيد فإن هذه الإزاحة لا ترتبط إلا بجسد الأنثى؛ أما بالنسبة لقضيبه فلا شيء قد تغير.
وهذه الطريقة في معالجة الواقع، التي نحب وصفها بأنها حاذقة، تقرر السلوك العملي للولد، إذ يستمر في استمناءه كما لو أنه لا يمثل خطرًا على قضيبه، وفي نفس الوقت وعلى النقيض تمامًا من جرأته الواضحة ولا مبالاته يُكون عرضًا يظهر أنه على الرغم من ذلك قد أدرك بالفعل الخطر، لقد هُدد بأنه سيتعرض للخصاء بواسطة والده فكَون مباشرة بعد ذلك، وبالتزامن مع خلق فتيشه، حصرًا كثيفًا من أن يعاقبه أبوه، وهو حصر سيشغله لوقت طويل و سيتطلب بذل القوة الكاملة لذكورته ليتحكم فيه ويبالغ في تعويضه، كما لم ينبس هذا الخوف من الأب بكلمة عن الخصاء، الذي ما لبث أن ظهر بمساعدة النكوص لمرحلة فمية في شكل حصر من أن يأكله أبوه. وهنا فمن المستحيل أن ننسي شذرة قديمة من الميثولوجيا اليونانية والتي تخبرنا كيف أن كرونوس Kronos الإله الأب العجوز ابتلع أطفاله، وسعى إلى ابتلاع ابنه الصغير زيوس Zeus وكيف أُنقذ زيوس بواسطة قارب أمه ثم أخصى أبوه فيما بعد، وبالعودة لتاريخ حالتنا نضيف أن الولد قد أنتج عرضًا آخر، وإن كان عرضاً طفيفاً إلا أنه أستمر حتى اليوم، وهو حساسية حصرية عند لمس أيًا من أصابع قدميه الصغيرة كما لو أنه في ذهابه وإيابه بين الإنكار والإقرارفإن الخصاء هو من وجد مع ذلك أصرح تعبير...